ملخص المقال
نظم آلاف الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات احتجاجية واسعة ضد مشاركة القيادة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة مع الصهاينة في واشنطن التي
قصة الإسلام - مفكرة الإسلام
نظم آلاف الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات احتجاجية واسعة ضد مشاركة القيادة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة مع الصهاينة في واشنطن التي تبدأ اليوم الخميس 2 سبتمبر.
ونظمت لجنة المتابعة الوطنية التي تضم ممثلين عن قوى اليسار الفلسطيني ومئات الشخصيات المستقلة، مظاهرات وسط مدينتي رام الله وغزة ظهر أمس الأربعاء، وندد المشاركون فيها بتلك المفاوضات وفق الشروط الأمريكية والصهيونية.
ونقل موقع "الجزيرة.نت" عن ممثل الشخصيات المستقلة في رام الله هاني المصري قوله :"إن المفاوضات ستبدأ بلا ضمانات ولا مرجعيات ولا وقف استيطان ووسط استمرار تعنت الطرف الصهيوني بإعلان بنيامين نتنياهو عدم تجديد التجميد الجزئي والمؤقت للاستيطان"، موضحًا أن الطرف الصهيوني واضح في طرحه من خلال تمسكه بضرورة أن يتضمن أي اتفاق سلام إنهاء الصراع واعتراف الفلسطينيين بالكيان الصهيوني كـ"دولة يهودية" وبترتيبات أمنية تضمن استمرار السيطرة الصهيونية على القدس والأغوار خاصة.
وشددت لجنة المتابعة -في بيان لها- على أن المفاوضات بهذه الطريقة وفي ظل موازين القوى الحالية وتعنت الصهاينة ورفض الجهود والمبادرات العربية الدولية الرامية لتحقيق السلام، وعدم اعترافهم بالقانون الدولي والقرارات الأممية كمرجعية للمفاوضات، لا يمكن أن تقود إلى حل يحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.
من جانبه، قال رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشئون الدولية مهدي عبد الهادي: "إن ما حدث ليس سوى استدعاء من واشنطن لرؤساء المنطقة بما فيهم الصهاينة بهدف توظيف القضية الفلسطينية لخدمة ملف أمني إقليمي لاحتواء ودعم الكيان الصهيوني في هذه المرحلة"، موضحًا أنه لا يوجد أي إجماع في الشارع وبين النخب الفلسطينية على خطوات القيادة الفلسطينية تجاه المفاوضات، مضيفًا: "نحن نعيش حربًا فعلية مع المستوطنين في كل المدن والقرى، فيما الانقسام شوّه الهوية الوطنية الفلسطينية، وكان الأولى أن توجه الجهود لإنهائه".
وقال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي: "إن الفلسطينيين جميعًا يريدون السلام، ولكن السلام القائم على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس وضمان حق العودة وتنفيذ قرار 194"، وأضاف أن ما يخطط له الآن ليس سوى سلام الأمر الواقع الذي لا يمكن أن يقبله الفلسطينيون، مطالبًا الرئيس محمود عباس والوفد الفلسطيني بالعودة فورًا من واشنطن والانسحاب، مما وصفه مسرحية المفاوضات طالما استمر الاستيطان والتهويد والاحتلال على الأرض الفلسطينية.
وفي قطاع غزة، نظمت ذات القوى اعتصامًا مماثلاً في ساحة الجندي المجهول، وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي: "إن بدء المفاوضات في ظل التعنت الصهيوني وضعف الموقف العربي وخضوع الجانب الفلسطيني للشروط الأمريكية يجعلها عبثية"، لافتًا أن السلطة الفلسطينية تجاهلت قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الرافض لقرار الدخول في المفاوضات دون وجود الضمانات الحقيقة لنجاحها، مشيرًا إلى تآكل منظمة التحرير من الداخل وحاجتها للإصلاح.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة محسن أبو رمضان: "إن دولة الكيان استغلت سنوات المفاوضات لزيادة الاستيطان والتهويد داخل الأراضي الفلسطينية؛ لذلك يجب عدم إعطائها المزيد من الوقت".
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة: "إن قرار الدخول في المفاوضات المباشرة يعتبر غير شرعي في ظل عدم وجود السند القانوني له داخل اللجنة التنفيذية"، محذرًا من وصول السلطة إلى ذروة التنازل عن الحقوق والثوابت من خلال المزيد من المفاوضات مع الاحتلال، مشددًا على ضرورة تفعيل المقاومة كوسيلة لردع الاحتلال عن ممارساته بحق الفلسطينيين.
ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف أن عبثية المفاوضات استمدت من عدم تحقيقها لأية نتائج خلال السنوات الماضية، مما جعل رفضها أمرًا واجبًا وليس مجرد الصدفة فقط، مستنكرًا استمرار السلطة الفلسطينية في التفاوض في ظل مواصلة الاستيطان والتهويد بحق الأرض والمقدسات، داعيًا إلى التركيز على ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
التعليقات
إرسال تعليقك